روائع مختارة | قطوف إيمانية | الإعجاز العلمي في القرآن والسنة | شبهات يثيرها المشككون.. حول تحريم الفواحش والرد عليها

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الإعجاز العلمي في القرآن والسنة > شبهات يثيرها المشككون.. حول تحريم الفواحش والرد عليها


  شبهات يثيرها المشككون.. حول تحريم الفواحش والرد عليها
     عدد مرات المشاهدة: 1991        عدد مرات الإرسال: 0

هناك فئة من المشككين ليس لديهم أي عمل سوى انتقاد هذا الدين، يحاولون باستمرار أن يقنعوا الآخرين بأن القرآن من تأليف بشر، ولذلك لابد من الرد العلمي بهدف الوصول إلى الحقيقة...

شبهات كثيرة يحاول البعض طرحها بهدف التشكيك في هذا الدين العظيم، ومن هذه الشبهات قولهم إن الله حرَّم اللواط في الدنيا ولكنه سمح به في الآخرة! تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا. وفي هذه المقالة نرد على بعض الشبهات، ومنها قولهم إن الله حرَّم الخمر في الدنيا وأباحه في الآخرة، وحرم إتيان الذكور في الدنيا وأباحه في الآخرة! تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا. ونؤكد أن الله لم يحرم في الدنيا إلا كل ما يضر بنا، وهذه الفواحش لم يكن الله ليحرمها في الدنيا ويبيحها في الآخرة، لأن الله تعالى يقول: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 28].

في الدنيا هناك العديد من الغرائز التي أودعها الله في الإنسان نعمة منه ليمتعه بها، فهناك نعمة الأولاد، فالأولاد هم أجمل ما في الدنيا، ولكن ماذا عن الأولاد في الجنة؟ لو كان القرآن من تأليف إنسان لوعد المؤمنين به أنهم سيكونون في الجنة مع أولادهم، وبخاصة أن الأولاد في الجاهلية كانوا مصدر فخر وقوة. ولكن لو حدث ذلك سيكون هناك تناقض كبير، لماذا؟

أولادي اليوم هم أطفال صغار، ولكنهم سيكبرون ويصبحون رجالًا، ثم ينجبون الأولاد وأولادهم سيكبرون ويصبحون رجالًا... وهكذا في سلسلة تمتد حتى يرث الله الأرض ومن عليها. إذًا والدي سيُحشر يوم القيامة رجلًا وأنا سأحشر رجلًا وابني سيحشر رجلًا وابن ابني سيحشر رجلًا كذلك وهكذا.

وهنا قد يقول قائل: أين متعة الأولاد التي كنا نعيشها في الدنيا؟ والله تعالى قد أعطى لأهل الجنة كل ما تشتهيه أنفسهم، يقول تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ} [الزخرف: 70- 73]. لقد حاول بعض المشككين أن يشوهوا معنى هذه الآيات، ولذلك قالوا إن هذه الغلمان هي لممارسة الفاحشة، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

يقولون: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم ليضمن سيطرته على قومه أكد لهم أن المتع التي حُرم منها المؤمن في الدنيا سوف ينالها في الآخرة، فهو قد حُرم من ممارسة الجنس في الدنيا وله الحور العين يوم القيامة، كذلك حُرم من الخمر في الدنيا فوعده بأنهار من خمر في الجنة، وهكذا حُرم من اللواطة- المثلية الجنسية- في الدنيا ليمنح الغلمان في الجنة، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

أقول يا أحبتي: كيف يمكن أن يحرم الله الفواحش في الدنيا ويبيحها في الجنة؟؟ لقد حرم الله علينا ممارسة الفواحش مثل الزنا والشذوذ الجنسي، ولكنه أباح لنا الزواج، كذلك في الجنة لا يوجد زنا بل زواج، كل مؤمن يعيش مع زوجته أو أزواجه، يقول تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 55- 58]، إذًا هي أزواج مطهرة وليس زنا وفاحشة كما يتوهم هؤلاء المبطلون.

لقد ذكر الله الولدان والغلمان في عدة آيات، والذي يتأمل هذه الآيات لا يرى أي ذكر للفاحشة أو المتعة! يقول تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} [الواقعة: 17- 18]، ويقول أيضًا: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} [الإنسان: 19]. ويقول في آية أخرى {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} [الطور: 24]. وهذا دليل قوي على أن الله جعل غلمان الجنة كنوع من أنواع النعيم وليس للمتعة الجسدية المزعومة!

لقد حرم الله علينا شرب الخمر في الدنيا لأنه يذهب العقل ويضر بالجسد، والسؤال: هل يعقل أن الله تعالى الذي حافظ علينا من شر الخمر أن يبيحه لنا في الآخرة ليذهب بعقولنا؟؟ وهذا الأمر يحاول البعض أن يشككوا فيه، ولذلك نقول يا أحبتي لو أن الله وعدنا بأنهار من الخمر وسكت لقلنا إن القرآن متناقض، والله تعالى يقول: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]. ولكن جميع الآيات التي ذُكر فيها خمر الجنة تقول بأنه خمر مختلف عن خمر الدنيا فهو لا يضر الجسد ولا يُذهب العقل ولا يؤثر أي تأثير سلبي!

يقول تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]. إذًا هذه أول صفة لخمر الجنة وهي أنها لذة وليست مثل خمر الدنيا طعمها مؤذي.

يقول تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصافات: 45- 47]، إذًا هذه الخمر ليس فيها غول، أي لا تُذهب العقل، ولا تؤذي صحة المؤمن، وبالتالي فهي ليست كخمر الدنيا، إذًا ليس صحيحًا أن ما حرمه الله في الدنيا أباحه في الآخرة، لأن خمر الآخرة يختلف عن خمر الدنيا.

ولو كان القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم فلماذا يعدهم بخمر لا تُسكر؟؟ ولماذا يعدهم بأزواج مطهرة، وليس ممارسة الفاحشة والجنس عشوائيًّا، ولماذا يعدهم بأنهم سيكونون مطهرين في الجنة، ألم يقل لهم {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]. فالله يحب الطهارة في الدنيا وفي الآخرة، ويريد لنا أن نعيش مع أزواجنا في الدنيا وفي الآخرة ويريد لنا أن نحافظ على عقولنا في الدنيا وفي الآخرة، فأين التناقض المزعوم؟

الكاتب: عبد الدائم الكحيل.

المصدر: موقع أسرار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.